عصرتُ الرّاح أسكرني
وراح الحب يوقظني معَ السّحرِ
يدق الباب يُرهبني
كوقعِ حوافر الخيلِ
تمرُّ بساحة الليلِ
تُبعثرُ كلّ أحلامي
وتُطفىءُ ضوء قنديلي
لأنكِ في الهوى قدري ....
يمرُّ المشهدُ الثاني
فيكسر جسر آمالي
يطاردني فيتعبني
بإخلادي وترحالي
هربتُ اليوم من نفسي
أجوبُ شواطىَ الهمسِ
على بحرٍ من النحسِ
فأيقنتُ
بأن حبيبتي تهوي إلى رِمْسي
سألتُ البحر عن قلبي
أجاب بأنه مُلقى
هناك بشاطىء الزمن
مع الآهات والشجنِ
جلستُ مفكرا وحدي
أدير عقارب الزمن
وتحملُ راحتي رأسي .. على وهنِ
عصرتُ الراح أسكرني
وراح الحب يوقظني مع السَّحرِ
فأفتحُ باب أفكاري وأقفلها
وأُطفىء نار أحلامي وأشعلها
وفي سرٍّ وفي علنِ
إذا ما الدهرُ كذبني
أُحسُّ بأنني جائع
ومائي حنظلٌ ناقعْ
وغربان الهوى حولي
أُحسُّ بأنني ضائعْ
رويدا أيها القمرُ .. فلا ترحلْ
رويدكَ إنني وحدي فلا تعجلْ
حريقٌ دبَّ في كبدي وفي جسدي
مراكبُ حيرتي تطفو على خَلَدي
وفي شفتي
ترجرجُ صوتُ آمالي
بأقداحٍ مكسّرة من الأزلِ ..
فأين مصانعُ الألم
وأين مواطن السأَمِ ؟؟
لأروي عن حكاياتي
أُفجّرُ غضبة القلمِ
ولكن كيف يا قلبي
تذرُّ الشوكَ في دربي ؟؟
سأكتبُ بين أطلالي
سطور الشوق والندمِ
قطاري مرَّ في ليلٍ
جَموحٍ خفَّ في السيرِ
ليتركني بلا قلبٍ
ولا كأسٍ ولا وترِ
على حرٍّ من الجمرِ
فكانت همستي سكرى
وأنفاسي بها حيرى
ولا أدري
إذا ما الليلُ أرقني
وأدنى ساعةَ المِحَنِ
يقهقه كيف لا أدري
وأنهد من جوى قلبي
وفي صمتٍ أُناشد ركبَ أحلامي
أُسائلُها
تؤججُ نار أقلامي ... فتُشْعِلُها
وتزرعُ دربيَ الثكلى
بأناتي وآهاتي
جمالكِ كنز أيامي
وروحكِ سرُّ إقدامي
وأشجاني بكِ انبعثتْ
تسطّرُ نار مأساتي
فتحصد بيض راياتي فتُحرقها
يجوب رمادها الدنيا
يجوب العالم الثاني
ليشكو كلّ أحزاني
وتهبط حيثما كنا
على تلك الممراتِ
عيونكِ ترشق القلب
سهاماً تصرعُ اللبَّ
وثغركِ راحُ أشجاني
سأرشف منه ألحاني
هناكَ قصائدي تحيا
أُخلِّدها ..
مع الصمتِ بلا راحٍ ولا كأسِ
عصرتُ الراح أسكرني